الرئيسية / تقاير سياحية / سفانيتي .. جوهرة في تاج السياحة الجورجية

سفانيتي .. جوهرة في تاج السياحة الجورجية

نظرا لتنوع طبيعتها وثراء تاريخها والهوية العرقية الفريدة لسكانها، تعتبر سفانيتي واحدة من أكثر المناطق الجورجية تميزا، حتى أنها تجتذب الكثير من السائحين سنويا، ممن يسعون للاستمتاع بالجمال المدهش للقمم المحيطة، والأبراج الدفاعية التي تهيمن على القرى، والرموز الجدارية على الكنائس، ولهذا ليس من المستغرب أن تغري هذه المشاهد والفرص الترفيهية المتنوعة أعداد متزايدة من الزوار كل عام.

منطقة سفانيتي هي منطقة رائعة في شمال جورجيا، وجميلة بقدر كونها غامضة، لازالت تتمتع بتقاليد القوقاز، وبروعة سكانها المحليين ممن تمكنوا لعدة قرون من صد الكثير من المحاولات الخارجية للسيطرة على المدينة، بمساعدة الأبراج الدفاعية القوية التي لا تزال تتقاطع مع سفوح التلال إلى اليوم.

تقع سفانيتي، وهي واحدة من أقدم المحافظات التاريخية في جورجيا على المنحدرات الجنوبية لسلسلة جبال القوقاز، وهي واحدة من أكثر المناطق الرائعة في جورجيا، إن لم يكن في العالم بأكمله، وإلى جانب الجمال الطبيعي المذهل لهذه المنطقة، يعتبر السكان المحليين هم الكنز الحقيقي للمنطقة، والذين لا يزالون يحتفظون بالتقاليد والحرف القديمة، مع بقايا تاريخهم الاستقلالي، والذي يبدو جليا بين الكثير من الأبراج الحجرية التي تعود إلى القرون الوسطى، والتي لا يزال الكثير منها على قيد الحياة.

وقد استخدمت هذه الأبراج قديما لحماية الأسر في وقت الحرب، ويقال أن البعض منها لا يزال يضم إلى الآن الكثير من الكنوز القديمة، التي استخدمت في سفانيتي قبل مئات السنين لحمايتهم من الغزاة، وفي الواقع، تفتخر متاحف سفانيتي بمجموعات عالمية من الرموز والمخطوطات الدينية والمجوهرات الذهبية والفضية التي تستحق الاكتشاف.

 

حافظت سفانيتي حتى الأن على مظهرها المعماري الأصلي في القرون الوسطى إلى درجة ملحوظة، حيث يبدو المشهد المميز لسفانيتي عبارة عن مجموعة من القرى الصغيرة على منحدرات جبلية تهيمن عليها الأبراج وتحيط بها خلفية طبيعية من الوديان، مع جبال الألب وكذلك القمم المغطاة بالثلوج.

جدير بالذكر أن معظم الأبراج في سفانيتي تعود إلى العصور الوسطى، وكانت تستخدم في المقام الأول كهياكل دفاعية، وقد كانت تمتد من 20-25 مترا ولها أربعة أو خمسة طوابق، وترتبط مستويات البرج ببعضها البعض عبر سلالم خشبية داخلية مغطاة بأسقف مع عدة نوافذ دفاعية ضيقة، وفي أعلى طابق هناك عادة منصة للهجوم أثناء الغزوات، وقد بنيت الأبراج من الحجر المحلي وبعض الأسر لا تزال تستخدم الطوابق العليا لتخزين المحاصيل.

أفضل الأماكن للزيارة في سفانيتي

ميستيا

وتقع ميستيا، المركز الإقليمي الرئيسي لسفانيتي، على بعد 456 كم من عاصمة جورجيا، تبليسي و 1500 متر فوق مستوى سطح البحر، وتعتبر نقطة الانطلاق لمعظم الرحلات في سفانيتي، مع مجموعة من الفنادق ودور الضيافة وخدمات السفر المحلية، وهي قاعدة مريحة لاستكشاف المنطقة؛ فمن وسط المدينة من الممكن أن تصل إلى الأنهار الجليدية عند سفح جبل أوشبا، أو تأخذ الخيول حتى المروج في جبال الألب البكر، هذا بالإضافة إلى فرص التزلج على الجليد حتى في ذروة الصيف.

ويمكنك العثور على معظم كنوز سفانيتي في المتحف التاريخي والإثنوغرافي من ميستيا، والذي تأسس في عام 1936 ويضم مجموعات متنوعة من المعروضات ورموز العصور الوسطى مع التحف واللوحات التاريخية المثيرة للاهتمام.

منطقة لاتالي

كما تعتبر منطقة لاتالي واحدة من أقوى وأغنى المجتمعات في سفانيتي منذ عدة قرون، وعلى الرغم من أن القرى حول لاتالي معروفة بكنائسها ومجمعات الأديرة الجورجية الشهيرة، اكتسبت المنطقة شعبية خاصة بين السائحين بفضل موسيقيها الموهوبين، حيث يمكن للزائرين هنا الاستمتاع بالأغاني المذهلة القديمة من السكان المحليين.

بلدة أوشغولي

وتعتبر بلدة أوشغولي التي تعود إلى العصور الوسطى، تماما مثل أبراج وكنائس سفانيتي، تخضع لحماية اليونسكو، وهي مستوطنة تاريخية تقع في شرق سفانيتي، وأحد أعلى المستوطنات المأهولة في أوروبا، ومنطقة رائعة للمشي والتسلق، إلى جانب فرص ركوب الخيل وركوب الدراجات الجبلية أيضا.

فضلا عن ذلك تضم هذه المنطقة أحد أقدم الحصون التاريخية في المدينة والتي تعود لعصر الملكة تمارا إلى جانب مجموعة من الأبراج الرائعة التي يعود تاريخها الى القرون الوسطى والتي حتما ستلقى إعجابك.

وتعتبر سفانيتي اليوم مكان رائع يسوده السلام بعيدا عن الجمهوريات الروسية الانفصالية في الشيشان وداغستان في الشمال الشرقي، وكما تتمتع في الشتاء بروعة الثلوج، تتميز في الصيف بجمال التلال الخضراء والمشاهد الجميلة التي تبدو وكأنها رسمت على يد فنان.

الشيء الواضح الذي يجب القيام به هنا، بالإضافة إلى مشاهدة المعالم السياحية، هو القيام بالرحلات وتسلق الجبال في القوقاز الكبرى. ونظرة للخطورة والتحدي الذي قد يواجهك بين هذه الجبال الشاهقة، فستحتاج إلى دليل محلي معك خاصة إن كنت لست من ذوي الخبرة، خاصة مع بعض المخاطر التي تواجه المتسلقين إلى قمة جبل تتنولدي، وقمة شوتا روستافيلي، كذلك قمة جبل أوشبا بارتفاع 4710م، وجبل آيلاما.

أماكن الإقامة في سفانيتي

 سفانيتي

تقدم أماكن الإقامة في سفانيتي ترحيبا لا يقارن بالسائحين، بما في ذلك وجبات هائلة من الأطباق محلية الصنع مثل خينكالي (زلابية اللحوم الخفيفة في العجين المطوي) واللبن والعسل المصنوع محليا والباذنجان مع الجوز.

علاوة على ذلك تتميز المنطقة بالعديد من خيارات الإقامة المنزلية والضيافة في ميستيا ومازيري و أوشغولي وما حولها، والتي تفتح أبوابها خلال موسم الصيف من يونيو حتى سبتمبر، فإن كنت تفضل هذا الخيار باعتباره أرخص وأفضل للتعرف على عادات وتقاليد السكان المحليين، يجب أن تعلم أن السكان هنا يتحدثون الجورجية والروسية، ما يعني ضرورة تعرفك على بعض المصطلحات لسهولة التواصل.

هناك طريقان جبليان للخروج من منطقة سفانيتي، أحدهما إلى زوغديدي، والطريق الثاني يمتد من أوشغولي مباشرة إلى كوتايسي ولكنه في حالة سيئة للغاية ويتطلب منك ترتيب سيارة خاصة، فضلا عن ذلك هناك رحلات أسبوعية من ميستيا إلى تبليسي. أما بالنسبة للمغامرين، فهناك طريق جبلي رديء الجودة يقودك إلى أوني في منطقة رشا الجميلة، حيث سيكون بإمكانك الاستمتاع بالعديد من الرياضات المثيرة للاهتمام.

 

 

عن فرح الهواري

شاهد أيضاً

نصائح مفيدة للزائر العربي قبل السفر إلى تبليسي

تبليسي .. تتمتع عاصمة جورجيا بالكثير من الأماكن السياحية الجميلة مع المعالم التاريخية التي لا …